فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن قتيبة:

سورة النور مدنية كلها.
1- {فَرَضْناها} فرضنا ما فيها.
8- {وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ} أي يدفعه عنها. والعذاب: الرّجم.
11- {جَاءُوا بِالْإِفْكِ} أي بالكذب.
وقوله: {لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} يعني عائشة. أي تؤجرون فيه.
{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} أي عظمه قال الشاعر يصف امرأة:
تنام عن كبر شأنها فإذا ** قامت رويدا تكاد تنغرف

أي تنام عن عظم شأنها، لأنها منعّمة.
12- {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} أي بأمثالهم من المسلمين. على ما بينا في كتاب المشكل.
13- {لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ} أي هلّا جاءوا.
14- {فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ} أي خضتم فيه.
15- {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} أي تقبلونه. ومن قرأ {تلقونه} أخذه من الولق وهو الكذب. وبذلك قرأت عائشة.
21- {ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ} أي ما طهر، اللَّهَ يُزَكِّي أي: يطهّر.
22- {وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ} أي لا يحلف. وهو يفتعل من الألية، وهي اليمين. وقرئت أيضا: ولا يتألّ، على يتفعلّ.
{أَنْ يُؤْتُوا} أراد أن لا يؤتوا. فحذف لا وكان ابو بكر حلف أن لا ينفق على مسطح وقرابته الذين ذكروا عائشة، وقال ابو عبيدة: لا يأتل، هو يفتعل من ألوت. يقال: ما ألوت أن أصنع كذا وكذا. وما آلو جهدا قال النابغة الجعدي:
وأشمط عريانا يشدّ كتافه يلام ** على جهد القتال وما ائتلا

أي ما ترك جهدا.
25- {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ}: الدين هاهنا الحساب. والدين يتصرف على وجوه قد بينتها في كتاب المشكل.
26- {الْخَبِيثاتُ} من الكلام {لِلْخَبِيثِينَ} من الناس.
{وَالْخَبِيثُونَ} من الناس {لِلْخَبِيثاتِ} من الكلام.
{أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ} يعني عائشة.
وكذلك {الطّيبات للطّيّبين} على هذا التأويل.
27- {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} أي حتى تستأذنوا {وَتُسَلِّمُوا} والاستئناس: أن يعلم من في الدار. تقول: استأنست فما رأيت أحدا، أي استعملت وتعرّفت. ومنه: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} [سورة النساء آية: 6] أي علمتم. قال النابغة:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا ** بذي الجليل على مستأنس وحد

يعني ثورا أبصر شيئا فهو فزع.
29- {بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ} بيوت الخانات.
{فِيها مَتاعٌ لَكُمْ} أي منفعة لكم من الحر والبرد.
والستر، والمتاع: النّفع.
31- {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} يقال: الدّملج والوشاحان، ونحو ذلك.
{إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها} يقال: الكف والخاتم. ويقال: الكحل والخاتم.
{أَوْ إِخْوانِهِنَّ} يعني الإخوة.
{أَوْ نِسائِهِنَّ} يعني المسلمات. ولا ينبغي للمسلمة أن تنجرد بين يدي كافرة.
{أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ} يريد الأتباع الذين ليست هم إربة في النساء، أي حاجة، مثل الخصي والخنثى والشيخ الهرم.
{أَوِ الطِّفْلِ} يريد الأطفال. يدلك على ذلك قوله: {الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ} أي لم يعرفوها ولم يفهموها.
{وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} أي لا يضربن بإحدى الرّجلين على الأخرى، ليصيب الخلخال الخلخال، فيعلم أن عليها خلخالين.
32- {وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ} والأيامي من الرجال والنساء: هم الذين لا أزواج لهم. يقال: رجل أيّم، وامرأة أيّم، ورجل ارمل، وامرأة ارملة، ورجل بكر، وامرأة بكر: إذا لم يتزوجا. ورجل ثيب، وامرأة ثيب: إذا كانا قد تزوّجا.
{وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ} أي من عبيدكم. يقال: عبد وعباد وعبيد. كما يقال: كلب وكلاب وكليب.
33- {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ} أي يريدون المكاتبة من العبيد والإماء، على أنفسهم.
{فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} عفافا وامانة وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ أي أعطوهم، اوضعوا عنهم شيئا مما يلزمهم.
{وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ} أي لا تكرهوا الإماء على الزنا.
{لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا} أي لتأخذوا من أجورهم على ذلك.
{وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} يقال: للإماء.
35- {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} مَثَلُ نُورِهِ في قلب المؤمن.
{كَمِشْكاةٍ} وهي الكوّة غير النافذة. فِيها {مِصْباحٌ} أي سراج {كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} مضيء، منسوب إلى الدّر.
ومن قرأ: {دري} بالهمز وكسر الدال، فإنه من الكواكب الدّراري وهن: اللائي يدرأن عليك، أي يطلعن. وتقديره: فعّيل، من درأت أي دفعت.
{لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} أي ليست في مشرقة أبدا، فلا يصيبها ظلّ.
ولا في مقنأة أبدا، فلا تصيبها الشمس. ولكنها قد جمعت الأمرين فهي شرقية غريبة: تصيبها الشمس في وقت وتصيبها الظل في وقت الظلّ في وقت.
{تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ} أي تتقلب عمّا كانت عليه في الدنيا: من الشك والكفر، وتتفتّح فيه الأبصار من الأغطية.
39- السراب: ما رأيته من الشمس كالماء نصف النهار. والآل: ما رأيته في أول النهار وآخره، الذي يرفع كل شيء.
{بِقِيعَةٍ} والقيعة: القاع. قال ذلك أبو عبيدة.
وأهل النظر من اصحاب اللغة يذكرون: أن القيعة جمع القاع، قالوا: والقاع واحد مذكر، وثلاثة: أقواع، والكثيرة منها: قيعان وقيعة.
41- {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} قد صفّت أجنحتها في الطيران.
43- {يُزْجِي سَحابًا} أي يسوقه، ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكامًا: بعضه فوق بعض.
{فَتَرَى الْوَدْقَ} يعني المطر، يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ أي من خلله.
{سَنا بَرْقِهِ} ضوءه.
49- {يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} أي مقرين خاضعين.
53- {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا} وتمّ الكلام. ثم قال: طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ، أراد: هي طاعة معروفة.
وفي هذا الكلام حذف للإيجاز، يستدل بظاهره عليه. كأن القوم كانوا ينافقون ويحلفون في الظاهر على ما يضمرون خلافة، فقيل لهم: لا تقسموا، هي طاعة معروفة، صحيحة لا نفاق فيها، لا طاعة فيها نفاق.
وبعض النحويين يقولون: الضّمير فيها: لتكن منكم طاعة معروفة.
54- {فَإِنْ تَوَلَّوْا} أي: أعرضوا، فَإِنَّما عَلَيْهِ أي على الرسول ما حُمِّلَ: من التبيليغ، وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ: من القبول. أي ليس عليه إلّا تقبلوا.
58- {لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} يعني: العبيد والإماء، وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ يعني: الأطفال، {ثلاث مرّات}.
ثم بينهن، فقال: {مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ} يريد: عند النوم.
ثم قال: {عَوْراتٍ لَكُمْ} يريد هذه الأوقات، لأنها اوقات التجرّد وظهور العورة:
فأمّا قبل صلاة الفجر، فللخروج من ثياب النوم، ولبس ثياب النهار.
وأمّا عند الظهيرة، فلوضع الثياب للقائلة.
وأمّا بعد صلاة العشاء، فلوضع الثياب للنوم.
ثم قال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ} أي بعد هذه الأوقات.
ثم قال {طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ} يريد: انهم خدمكم، فلا بأس أن يدخلوا في غير هذه الأوقات الثلاثة، بغير إذن. قال اللّه عز وجل: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ} [سورة الواقعة آية: 17] أي يطوفون عليهم في الخدمة.
وقال النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم في الهرّة: «ليست بنجس، إنما هي من الطّوّافين عليكم والطّوّافات» جعلها بمنزلة العبيد والإماء.
59- {وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا} في كل وقت {كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} يعني: الرجال.
60- {وَالْقَواعِدُ} يعني: العجز. واحدها: قاعد ويقال: إنما قيل لها قاعد: لقعودها عن المحيض والولد وقد تقعد عن المحيض والولد: ومثلها يرجو النكاح، أي يطمع فيه ولا أراها سميت قاعدا، إلا بالقعود. لأنها إذا أسنّت: عجزت عن التصرف وكثرة الحركة، وأطالت القعود، فقيل لها: قاعد بلا هاء، ليدل بحذف الهاء على أنه قعود كبر. كما قالوا: امرأة حامل بلا هاء، ليدل بحذف الهاء على أنه حمل حبل. وقالوا في غير ذلك: قاعدة في بيتها، وحاملة على ظهرها.
{فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ} يعني: الرداء.
{وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ} فلا يلقين الرداء، {خَيْرٌ لَهُنَّ} والعرب تقول: امرأة واضع: إذا كبرت فوضعت الخمار. ولا يكون هذا إلا في الهرمة.
61- {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ} في مؤاكلة الناس. وكذلك الباقون: وإن اختلفوا فكان فيهم الرّغيب والزّهيد. وقد بينت هذا في كتاب المشكل، واختلاف المفسرين فيه.
{وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ} يريد: من اموال نسائكم ومن ضمّته منازلكم.
{أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ} يعني: بيوت العبيد. لأن السيد يملك منزل عبده.
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا} أي مجتمعين {أَوْ أَشْتاتًا} أي مفترقين وكان المسلمون يتحرجون من مؤاكلة أهل الضّرّ خوفا من أن يستأثروا عليهم ومن الاجتماع على الطعام: لأختلاف الناس في مأكلهم، وزيادة بعضهم على بعض. فوسّع اللّه عليهم.
{فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ} قال ابن عباس: أراد المساجد، إذا دخلتها فقل: السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين.
وقال الحسن: ليسلم بعضكم على بعض. كما قال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [سورة النساء آية: 29].
62- {وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ} يريد: يوم الجمعة، {لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ} لم يقوموا إلا بإذنه.
ويقال: بل نزل هذا في حفر الخندق، وكان قوم يتسلّلون منه بلا إذن.
63- {لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} يعني: فخّموه وشرفوه، وقولوا: يا رسول اللّه، ويا نبي اللّه، ونحو هذا. ولا تقولوا: يا محمد، كما يدعو بعضكم بعضا بالأسماء.
{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذًا} أي من يستتر بصاحبه في استلاله، ويخرج. يقال: لاذ فلان بفلان، إذا استتر به.
واللواذ: مصدر لاوذت به، فعل اثنين ولو كان مصدرا ل لذت لكان لياذا. هذا قول الفراء. اهـ.